الْحِفَاظ على هُوِيَّة المدن التَّاريخيَّة اللّيبيّة في ظلّ التَّمويل الحكوميّ
الملخص
تتناول هذه الدِّراسة إشكالية هُوِيَّة المدن التَّاريخيّة في ليبيا، وما مدى إمكانيّة وضع رؤية لإيجاد حلّ يحدُّ من حالة الفوضى التّي تعيشها هذه المدن، وإمكانيّة إعادة توظيفها في ظلّ التّمويل الحكوميّ.
تُعَبِّرُ الهُويَّة المعماريَّة تعبيرًا حيًّا وصادقًا عن ثقافة المجتمعات، وحِفَاظًا على هذه الملامح المعماريّة والفنية التَّاريخيَّة يستدعي الأمرالحدّ من المؤثرات السّلبيَّة التّي تدفع هذه الملامح للتلف والاندثار، حيث تسعى هذه الدِّراسة إلى تسليط الضوء على منهجيَّة تجمع بين إمكانية الحِفَاظ على الهُويَّة الوظيفيَّة للمباني التَّاريخيَّة وتمويلها تمويلًا حكوميًّا؛ لإدارة هذه المباني التَّاريخيَّة وصيانتها وترميمها وإعادة تشغيلها بما يتناسب مع الواقع المحليِّ للبلاد.
فعلى الرُّغم من اختلاف الظُّروف الاجتماعية والاقتصادية والبيئية والديموغرافية للمدن التَّاريخيَّة في ليبيا وتباين الأنشطة التجارية والصناعية التي تقام فيها، إلا أنَّها تتفق جميعها من حيث حالة الفوضى المعمارية وتدني الظّروف الخدمية الأمر الذي يفقدها قيمتها التاريخية، ويسلب هُويتها الوطنية. ومن خلال هذا يرى الباحث أنّه بالقدر الذي اجتمعت فيه ظروف تدني حالتها العمرانية، بقدر توفر عوامل إنقاذها من هذا الوضع الطارئ؛ وذلك بتوظيف التمويل الحكومي في عملية صيانتها وترميمها وإعادة تشغيلها، بما يتماشى وطبيعتها التاريخية.



